الأخطل الصغير

هو بشارة عبد الله الخوري شاعر لبناني من أبرز شعراء النهضة العربية وأشهر شعراء الغزل والوطنية العرب
ولد في بيروت عام 1890 وهو في الاصل من اهمج في جبيل كان أبوه طبيبا مارس الطب على الطريقة التقليدية اما والدته فهي حلا نعيم من أسرة بيروتية عريقةوثرية له سبعة أخوة هو أصغرهم وكان منزل الاسرة في برج حمود قرب البحر
وفي عام 1902 التحق بالمدرسة حيث قضى سنتين تلميذا داخليا تتلمذ خلالهما على يد الشاعر شبلي الملاط و الأستاذ جرجس همام وفي عام 1904 انتقل الى مدرسة الحكمة حيث تتلمذ على يد الخوري فرنسيس روزين والخوري يوسف ابو صعب و في هذا الوقت بدأت مواهبه الشعرية تتفتح وتعرف على الشاعر جبران خليل جبران في المدرسة وكان يكبره بسنتين بعدها انتقل الى مدرسة المزار في غزير ومنها الى مدرسة الغرير في بيروت بقصد تعلم اللغة الفرنسية وبعد ان امضى فيها سنتين ترك الدراسة نهائيا
وفي عام 1906 بدأيتردد على جريدة المصباح لنشر قصائدهوفي عام 1908 اغتنم فرصة اعلان الدستور العثماني الذي توسم فيه الخير فأسس جريدة البرق الذي أصبح مكتبها الى ناد يضم كبار الشعراء والادباء مثل كرم كرم - أمين تقي الدين - فؤاد جيش- الياس أبو شبكة ولكن فرحة الشاعر بالدستور لم تطل فقد أصيب بخيبة أمل بعد أن رأى المتصرفين في لبنان يمارسون سياسة الظلم والتجهيل فانبرى لمقاومتهم في جريدته منددا بأعمالهم السيئة وخاصة المتصرف فرانكو الذي منعه من دخول سرايا بعبده ومنع على جريدته دخول المتصرفية و هدده بالقتل
ولما نشبت الحرب العالمية الاولى في عام 1914 وعمدت تركيا الى سياسة كم الافواه وتعطيل مظاهر الحرية أغلق الجريدة ولجأ الى الجبال على أثر تحذير له من محمد كرد علي فانصرف الى العمل السياسي وأقام متخفيا في البوشرية في منزل صديقه فاصل الذي تعرف على ابنته وأصبحت زوجته فيما بعد ولما أعدم جمال باشا الاحرار في بيروت ترك البوشرية وتوجه الى ريفون واتخذ اسم حنا فياض
وفي عام 1916 سرت شائعات ان الحلفاء سيعملون على احياء الامبرطورية العربية مما أيقظ في صدره الحماسة والوطنية ولكنه لم يجرأ على الافصاح عن أفكاره بحرية تامة فأتخذ لقب الاخطل الصغير وصار يوقع مقالاته وقصائده بهذا الاسم
ولما انتهت الحرب العالمية وانتصر الحلفاء أعاد أصدار جريدة البرق في عام 1918 وفي عام 1920 تزوج من أديل فاضل وانجب منها أربعة أولاد هم وداد -عبدالله- جوزيف - ناجي وفي عام 1927 انتخب نقيبا للصحافة اللبنانية وفي عام 1930 رئيسا لبلدية برج حمود وفي عام 1932 عضوا في مجمع اللغة العربية
بدمشق وأثناء الانتداب الفر نسي بدأينتقد السياسة الفرنسية فانتقمت منه السلطة الحاكمة واتخذت من قصيدته مصرع النسر التي ألقاها في رثاء الملك فيصل في بغداد سببا لأغلاق جريدة البرق بشكل نهائي في عام 1932
فاعتزل الناس وصار يبيع أملاكه لأعالة عائلته وفي عام 1953 أصدر ديوانه الاول (الهوى والسباب) عن دار المعارف بمصر وديوانه الثاني (شعر الاخطل الصغير) عن دار المعارف بلبنان وفي عام 1961 تنادى عددمن أصدقائه فـأقاموا له حفلة تكريمية في قصر اليونسكو في بيروت تحدث فيها عدد من أدباء لبنان والوطن العربي منهم :
محمد مهدي الجواهري - انطون قازان - عمر ابو ريشة - عبد الله العلايلي - يوسف يزبك - عفيف الطيبي - الرئيس صائب سلام - سعيد عقل - أمين نخلة - حافظ المنذر - صالح جودت و اختتم الشاعر المكرم الاحتفال بقصيدته الرائعة :
اليوم أصبحت لاشمسي ولا قمري -------------- من ذا يغني على عود بلا وتر
توفي الاخطل الصغير في 31 - 7 - 1968 في منزله في الدورة وكانت وصيته أ،يترك النعش مفتوحا عند قدميه لأنهم سيمنحونني وساما يومئذ وسألبط ذلك الو سام بقدمي وقد نقل جثمانه وسجي في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية وشيع في الثاني من اب الى مثواه الاخير

شكرا زوربا أسعدني مرورك الجميل والمميز
منور يا غالي