chegevara الإدارة
البلد : سوريا الجنس : عدد المساهمات : 120 نقاط : 329 تاريخ التسجيل : 26/04/2010 العمر : 45 الموقع : غرفة المرحوم جدي
| موضوع: أزمة العدو الافتراضي الأحد مايو 30, 2010 6:32 pm | |
| كانت إيران الشاهنشاهيّة ــ كما هو معروف للجميع ــ أصدَق أصدقاء إسرائيل في هذا الشرق , و أوثق حلفائها و ناصريها , و كانت ذنَباً للإمبرايالية العالمية و شرطيـّاً يتلقّى أوامره من القوى الإستعمارية ليمنع أي تقارب عربي أو أي استقلال حقيقيّ أو نهضة , و بهذا حُرمت قضايانا العربية العادلة وعلى رأسها القضية المركزية ــ فلسطين ـ مخزوناً بشرياً و علمياً و اقتصادياً هائلاً يمكن له أن يُغيّر كلّ المعادلات في المنطقة . و رغم كل هذا , كـان الشاه صـديقـاً حميماً لبعـض العـرب الـذيـن تـاجـروا بفلسطين و قضيتها منذ أيام صفقة الأسلحة الفاسدة , إلى كارثة كامب ديفيد . و كان ( الرئيس المؤمن ) أنور السادات حليفاً و صديقاً حميماً للشاه , و هـو الذي استقبله بعد أن خلعته الثورة الإسلامية في إيران , بينما رفض أسياده في الغرب أن يتعرّفوا عليه رغم طول خدمته لهم , و في الوقت الذي كان السادات يستقبل الشاه و يأويه , كانت الثورة في طهران تعلن افتتاح أوّل سفارة فلسطينية في التاريخ الحديث . منذ ذلك اليوم لم توفّر الثورة في إيران أي جهد أو عمل لنصرة قضايانا , و سواء اختلف بعضنا مع إيديولوجيّة الثورة أو اتفق (و حقّ الإختلاف مشروع ) فلا يمكن لنا نكران دور إيران الذي شكّل رافعة للمقاومة و الممانعة في وجه المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة .و لا يمكن لأحد أن يَقنع عاقلاً أنّ إيران ــ و يا للغرابة ــ أصبحت العدوّ الأوحد للأمة , و هذا ما تريد أن تقوله لنا تلك الأنظمة ذاتها التي كانت صديقة للشاه حليف اسرائيل الوفيّ . لقد جاء بعض العرب إلى قمة سرت الأخيرة في ليبيا ليُكرّس العداء لإيران و يجعل منه مشروعاً رسمياً و نهائياً , كما تريد أمريكا و ( إسرائيل ) طبعاً , و أعلن هؤلاء ( كما دائماً ) استعدادهم بكل رضا و محبّة و ألفة و لهفة , للحوار و السلام مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يقتل و يسلب و يحرق و يجوّع و يرتكب فينا أبشع المجازر التي عرفتها الإنسانية , بينما لا يطيقون الحديث مع إيران التي كَشفتهم و عرّتهم من خلال دعمها للقضية الفلسطينية بالفعل لا بالكلام أو الخطابات والضحك على الذقون كما يفعلون هم منذ عقود . يُراد لنا الاّن أن نصدّق أن إيران هي العدو و هي الخطر على وجودنا و كياناتنا و استقلالنا و سيادتنا , و أنّ ( إسرائيل ) ذاك الحمل الوديع الجميل المسالم , يمكن لنا التعايش معه بسلام و تناسي كل ما فعله و يفعله الاّن ( حتى و هم يعقدون القمة كان جيش الإحتلال يقتل فلسطينيين في غزة و الضفة و يعتقل القيادي في فتح عباس زكي ) . جاء بعض العرب إلى سرت و في نيّتهم إعلان العداء الصارخ لإيران و مدّ أيديهم بالتحيّة والصداقة المجّانية نحو الكيان الصهيوني , لكنّ هؤلاء العرب سمعوا كلاماً قاسياً و واضحاً من الرئيس الأسد , الذي شرَح لهم الأمر من جديد , منذ إعلان قيام السفارة الفلسطينية في طهران , حتى حرب تموز التي انتصرت فيها المقاومة بفعل الدعم الإيراني السوري . لكن مالذي يمكن فعله أمام هؤلاء الذين تختار لهم أمريكا أعدائهم و أصدقائهم , و يحتاجون كلّ مرة لمن يشرح لهم الوقائع الواضحة على الأرض و يسقيهم إياها بالملعقة ؟ السؤال برسم الشعوب العربية , لا أحد غيرها .
chegevara | |
|